الصحيح من معجزات النبي الفصيح / تعرف على قدره العظيم / متجدد [ 16 ].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه وبارك وسلم كما تحبه وترضاه يا رب آمين.
ومن معجزات سيدنا محمد : صلي يارب عليه وعلى آله وبارك وسلم-
ــــ معجزة : تحجّبه : صلى الله عليه وسلم : بالقرآن : من عيون أعداءه :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ قَالَتْ :
لَمَّا نَزَلَتْ : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ ).
أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ : أُمُّ جَمِيلٍ ، ابْنَةُ حَرْبٍ ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ.
وَفِى يَدِهَا فِهْرٌ وَهِىَ تَقُولُ : مُذَمَّمٌ أَبَيْنَا ، وَدِينُهُ قَلَيْنَا ، وَأَمْرُهُ عَصَيْنَا.
وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ قَرَأَ :
قُرْآنًا ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَدْ أَقْبَلَتْ ، وَأَنَا أَخَافُ ، أَنْ تَرَاكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّهَا لَنْ تَرَانِى ».
وَقَرَأَ قُرْآنًا : اعْتَصَمَ بِهِ ، كَمَا قَالَ ، وَقَرَأَ : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا).
فَأَقْبَلَتْ : حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِى بَكْرٍ ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا أَبَا بَكْرٍ : إِنِّى أُخْبِرْتُ ، أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِى.
فَقَالَ : لاَ ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ.
قَالَ : فَوَلَّتْ ، وَهِىَ تَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ : أَنِّى بِنْتُ سَيِّدِهَا.
قَالَ : فَقَالَ الْوَلِيدُ فِى حَدِيثِهِ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ : فَعَثُرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ ، وَهِىَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِى مِرْطِهَا ، فَقَالَتْ :
تَعِسَ مُذَمَّمٌ ، فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ ، ابْنَةُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : إِنِّى لَحَصَانٌ ، فَمَا أُكَلَّمُ ، وَثَقَافٌ فَمَا أُعَلَّمُ ، وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِى الْعَمِّ ، قُرَيْشٌ بَعْدُ أَعْلَمُ ، ( رواه الحميدي ).
كما وأخرجه الحاكم ( 2 / 361 ) وقال : ( صحيح الإسناد )، ووافقه الذهبي وابن حبان ( 2103 ) وأبو نعيم ( ص 61 ) من طريق أخرى عن ابن عباس نحوه . وصححه ابن أبي حاتم أيضا كما في ( الدر المنثور ) ( 4 / 186 ) وله عنده شاهد من حديث أبي بكر.
__________
معانى بعض الكلمات :
[ (الثقاف ) : ذات الفطنة والذكاء ، ( الحصان ) : المرأة العفيفة ، ( الفهر ) : حجر ملء الكف ، ( قلى ) : أبغض ، ( المرط ) : الكساء من صوف وغيره ].
……………………………………………
ـــ معجزته : صلى الله عليه وسلم : في رد كيد : غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ :
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سنان ابن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر :
أنه غزا مع رسول الله : صلى الله عليه و سلم ، قبل نجد ، فلما قفل رسول الله : صلى الله عليه و سلم ، قفل معه.
فأدركتهم القائلة ، في واد كثير العضاه ، فنزل رسول الله : صلى الله عليه و سلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر ، فنزل رسول الله : صلى الله عليه و سلم :
تحت سمرة ، وعلق بها سيفه ، ونمنا نومة .
فإذا رسول الله : صلى الله عليه و سلم ، يدعونا.
وإذا عنده أعرابي ، فقال : ( إن هذا : اختراط علي سيفي ، وأنا نائم ، فاستيقظت ، وهو في يده صلتا ، فقال : من يمنعك مني ؟ ، فقلت الله ثلاثا ) .
ولم يعاقبه وجلس. ( رواه البخاري ).
وعَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَاتِ الرِّقَاعِ .
فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ : تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - .
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَسَيْفُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم –
مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ ، فَاخْتَرَطَهُ ، فَقَالَ : تَخَافُنِى ؟؟؟؟ ، قَالَ : « لاَ » .
قَالَ : فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّى ؟؟؟؟ ، قَالَ : « اللَّهُ » .
فَتَهَدَّدَهُ : أَصْحَابُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ
رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا ، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ .
وَكَانَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعٌ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ .
وَقَالَ مُسَدَّدٌ : عَنْ أَبِى عَوَانَةَ : عَنْ أَبِى بِشْرٍ ، اسْمُ الرَّجُلِ ـ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ ـ
وَقَاتَلَ فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ، ( رواه البخاري ).
[ ( قبل نجد ) ناحيتها ، وهي ما بين الحجاز ، إلى الشام ، ومنها المدينة والطائف ، ( قفل ) رجع ، ( القائلة ) النوم وقت الظهيرة ، ( العضاه ) شجر عظيم له شوك ، ( سمرة ) شجرة ، ( أعرابي ) : هو غورث بن الحارث ، ( اخترط ) سل ، ( صلتا ) مصلتا بارزا ومستويا ، ( فاخترطه ) فسله من غمده ، ( فتهدده... ) توعدوه وخوفوه بالغوا في ذلك ، ( محارب خصفة ) انظر أول الباب ، ( إنما جاء . . ) يؤكد بقوله هذا أن غزوة ذات الرقاع ، كانت بعد خيبر ، لأن أبا هريرة رضي الله عنه حضرها ، وهو إنما جاء أيام خيبر ].
.................................................. ...............